أحلام طير مسافر
أحلام طير مسافر
يخفض جناحيّه المتعبين
من التعفير
لبعد المسافة
يدور ويغرد
في حلقات أنشاد مفرغة
من ترنيمة الهديل
ويرسم أنغام
هبوط دوامات حزينة
على وقع الغربة
والتي تشيح بوجهها .. عنه
مسافات نأي شاسعة
*
و دون أن يدري
تقع من على رياشه الناعمة
عبرات دموع جارية
بتفتت مهجة
ومن نتف ريشه
في محنة الاغتراب
وزوغان الهبوط
في دوامات حنين متقاعس
*
ودون أن يدري
تصطفك بين رفرفة جناحيه
ذكريات صاعدة
تصطك كخفقة قلب مستطرد
وتنهمر كحنين باهظ
*
وتنام فلوله الهاربة
أفراخه .. زغب الحوا صل
لا ماء .. ولا شجر
هؤلاء الذين ألقيت كاسبهم
في قعر مظلمة
وعلى منحدرات الطرق الوعرة
*
وكلما أعتقد أنه وجد غصناً طرياً
لبناء عشه
تكاثر من حوله
أفراخ ظله
*
وطاش صواب
أطيافه المغردة
وهي تنهمك برفرفة
أجنحة مكسورة الخاطر
على ضياعه المذري
في اقصى الشتات العالمي
*
ويعاني من نقص تروية
قرى ..
معونات بخسة
من لقمة جافة
قساوة شظف العيش
و من البحث المضني عن شربة ماء
لا تروي غليل مختنق
*
ويقاسى من نقص تروية
إباء عربي
لأنف شماء .. تدلت
و خضعت للغربة
*
وأنا المواطن الشامي
أخلع عرى نفسي ..
من أثوابها المزركشة
لأصبح عارياً عن الريش
أمام الملأ العالمي
وبلا شأن يذكر
*
و اتسلل على رؤوس أصابع الخيبة
لأرى وجوهاً غائبة ..
لا أنشد ظلالها
وأتلمس وهج ابتسامات فائتة .. لا أدركها
وانتشي من طبع قبل واجدة
على خدودي الخشنة
*
في وطن فقد أثري تماماً
إلا من ذكريات واهنة
أصففها في خاطري
كذؤابة قلب منتفض
من طرائف تجري
على وقع المداهمة
*
انسقها بعناية رعاية
كورود رائعة
في مزهرية ذهني
*
وأشرب فنجان قهوتي المرة الصباحية
في حضرة لألئ زهوها
وتنام رائحة عطرها
عل الوسادة جنبي
ومن ثم أخرج
خاطرة زاهية تلمع في ذهني
أجوب بها كشراع
لأطوف في موانئ
خيالي
ابحث عن شيء ما ضائع
من فرط احتمالي
القابع في ذل
مخيمات الشتات الدولي
كمال تاجا 15 /3 /2014 – ديوان قصارى القول –