الرئيسية » » الوطن الواسع الكبير | كمال تاجا

الوطن الواسع الكبير | كمال تاجا

Written By Unknown on الاثنين، 15 يونيو 2015 | 11:06 ص

الوطن الواسع الكبير
و الملتف على طوائف شعبه
كأيكة وارفة الظلال ~الأهلية
والمتماسك سواعدا وأفرعاً
والمستمد قوته~ تراثاً وأصولاً
من اشتداد عود أحضان وهاد
ملقى على عاتقها
أرزاق هذا الشعب ~ الغني عن التعريف
*
وينكب فوق صدر وطن عريض
لسهول مدى شاسعة
وتضاريس آفاق متناوبة
لصعاب تتسلق شعاب
وقت عصيب
ألمت به المكائد
وعلى وشك الدحر
مما يزعج
تماسك اللحمة الوطنية
*
وطني الملتئم حول بعضه
كمهجة حرى
من خمائل رطبة مذهلة
و جلسات هانئة
على أرائك
حسن الطوية الأهلية
*
ويمتن لحمته الأصيلة
ومن تناهي الوصل
و هو يسطرها بمداد الحمية الأخوية
ملاحم لا مثيل لها من الفداء الوطني
*
والوطن الذي يجتهد في أن يمد
أطرافه البعيدة
كي يتفقد قراه النائية
و يحصي شعاب تضاريسه الصعبة
و يبعث بعقص أشواكه القصيرة
وخزاً للضمير العالمي المتقاعس
عن مد يد العون له
في هذه المحنة
*
وينوه إلى كثرة ما أصابه
من نوائب  قتال   ~ و شجار
بين  حطام الخرائب
*
لأنه ما يزال يضحي بالكثير
من أبنائه البررة
على مذبح الفداء الوطني
زيادة في لم شملنا الشامي
*
و نهر بردى الذي ينبع
ومن  شغاف قلوب .. كل أهالي الشام
و يجري كسلسبيل
فوق مهاد عطشى
ويتفجر من عيون .. رقراقة الدمع
مما يمس الشغاف
*
ويتدفق كينبوع  من هدير ..
لنمير انتشائهم
وهو فقط الذي يفيض
وإلى عميق امتنان الصميم الشامي
و يترنح على شطآن البساتين ذات اليمين
وذات الشمال
يحمل مياهه العذبة إلى ربوع
انتظرته سنين ظمأ عديدة
من الجفاف
ليسقي العطاش
جرعات تدارك لهفة
~لغصات متوقفة بين الضلوع
لينهمر سلساً
كالخير الوفير
سيلاً مدراراً
كدموع الوطن
على ثراه الحزينة
*
وعندما يلج الغوطة
يفطر القلب
وهو يتنصت على نحيب الأشجار
ويسمع عويل المزروعات
و يطبطب بمنتهى الجود على حشرجة الحقول
وهي تكاد تجهش بالبكاء  هلعة ..
من شدة البور
*
وتنشج في حلقومها غبار
قساوة شظف  تربتها
وهي تنتحب في مآتم البساتين العطشى
وفي ذبول أوراق
وخشونة فروع
و التي أخذت غصات أغصانها
تلطم بجذوعها
وجنتي النضارة
وتقرقع بفروعها اليابسة الصفراء
في وجه الريح
*
و بردى يلبي وعلى الفور
و يدع السواقي المنهمرة تصدح
برقصات الصليل
لترفس الجفاف
*
و الأشجار الواقفة بانتظار
تأخذ بالتخلي عن أوراقها الصفراء
تحت أقدام خريف واجف
وهي على موعد مع شتاء عاصف
و بانتظار ربيع قادم .. لا ريب
*
وهي تستنجد بهمة نهضة
الطبيعة المورقة واقفة
كأيكة غناء
في ربوعها الثملة بالنضارة
وهي تترنح حتى الانتشاء
بالأخضرار الذاتي
*
لولا  الضرب المبرح
بكافة الأعيرة النارية
على نضارة ثمارها
*
وبعد هذا القصف المذل
بكافة أنواع أسلحة
الدمار الشامل
من تأثير مرير
على مذاقها الفاخر
*
ويخر الخصب ساجداً.. ومن جديد
فوق الحقول التي ترعرت ونمت
فوق روابي  شامنا الحبيبة
منذ أكثر من عشرة  آلاف سنة
من تاريخ الزراعة المتواصل
وقبل بدء التدوين
وقد سطرنا للحضارة
أصول العمارة
بأعلى بستنة بالعالم .. في غوطتيّ دمشق
وبانتظار مواسم حصاد
قادمة لا ريب
فالشام فقط
تبقى حية
ونوائب الدهر مهما بغت
عليها زائلة

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.