قمر المساء
لا أسف على الزلات
التي أثقلت كاهلي
كمسمار يأس ~
استسلم للدق
فوق الرأس
وبمطرقة شدة البأس
*
و دون تعليق ~
نظرة انشداه
على المحيا القابضة نفسه
من الخنوع
ودون تنويه على معاقرة خمرة الصعاب
وعلى تجرع كأس الشقاء
و بلا تنفس الصعداء
ولا على ضياع كل الجهود سدى
قمر المساء شهي
لا .. كرغيف محمر خارج من التنور
يتقلب بين الغمام
مما يثير اللعاب
ولا هو لقمة طعام سائغة
تعوض عن التضور من الألم الممض
للجوع
و يمتعض ~ وبدون رأفة ~
رداً على الحسرة المتحشرجة بالحلق
قمرالمساء نقي
يبهج القلب
ويسيل اللعاب
ويأخذك ومن ساعد مد النظر
إلى منتهى السعادة والاطمئنان
قمر المساء عصي
عن التناول
وهو قطعاً لا يسمن
ولا يغني من جوع
ولا يروي غليلاً
يلزمه قلب شفاف يسطع فيه
الشبع و الارتواء
لا معدة خاوية
من شدة الفاقة
والعوز الشديد
فأحلام الفقير
موائد أوهام ممدوة
وباقة من تنوع أطباق لذيذة
وهو الذي وبسرعة مذهلة
يتنازل عن مطامحه
تلمظاً ومن بعيد
ودائماً يقبل بلقمة كفاف ~ فتات
بكسرة خبز مقدده
ليقيم بها أوده
وليخفف من هذا الجوع المكشر
عن أنيابه تضوراً
وكلما تلوى من الطوى
مد يده ليتقط لقمة الهراء
ومن صحن الجفاء
فتصطك أسنانه
ويرتخي جنانه
مما يزيد من خنوعه
عاجزاً عن تلبية
دعوات الشهية الطاحنة
مستغرقاً بجفاف حلقه
لائكاً لسان حاله
من اليأس
