احلام طير مسافر
أحلام طير مسافر
يخفض جناحيّه المتعبين
من وعثاء سفر المناكدة والتعفير
لبعد المسافة
وقصر ذات اليد
عن تلبية الحاجة الماسة
يدور ويغرد
في حلقات أنشاد مفرغة
من العذوبة
ويرسل أنغام
هبوط دوامات حزينة
على وقع الغربة
والتي تشيح بوجهها .. عنه
مسافات نأي شاسعة
و دون أن يدري
تقع من على رياشه الناعمة
عبرات دموع ضارية
من تفتت مهجة
نتف ريشه
على وقع
حدة الأحداث الجارية
وكلما أعتقد أنه وجد غصناً طرياً
لبناء عشه
تكاثر من حوله
فراخ ظله
وطاش صواب صيصان
أطيافه المغردة الصادحة
على رفرفة أجنحة
مكسورة الخاطر
على ضياعه المذري
في اقصى الشتات العالمي
ويعاني من نقص تروية
قرى ..
معونات بخسة
من لقمة كفاف جافة
و شربة ماء لا تروي غليل
غل مختنق
ويقاسي من ذكريات إباء عربي
لأنف شماء .. خضعت
و تدلت للغربة
يخلع عرى نفسه ..المنكمشة
من أثوابها المزركشة
ليصبح عارياً عن الريش
و بلا ملاءة مناسبة
بل بارتجاف أعطاف
خافضة للجناح
و بلا اعتداد بالذات
أمام الملأ العالمي
و يتسلل على رؤوس أصابع الخيبة
ليرى وجوهاً غائبة
ويتلمس وهج ابتسامات فائتة
وينتشي من طبع قبل واجدة
على خدوده الخشنة
قساوة شظف الغربة
في وطن فقد أثره تماماً
إلا من ذكريات واهنة
يصففها في خاطره
كسيال طرائف تجري
على وقع المداهمة
ينسقها بعناية رعاية
و يشذبها بأحواض دراية
كورود رائعة
في مزهرية ذهنه
ويشرب فنجان قهوته المرة الصباحية
في حضرة لألئ زهوها
وتنام رائحة عطرها
عل الوسادة جنبه
ومن ثم يخرج من باطنه
خاطرة زاهية تلمع في ذهنه
ليجوب بها كشراع
يطوف في موانئ
عراء خياله
من مستردات خالية
من الغش
يبحث عن شيء ما ضائع
من فرط احتماله
في ذل مخيمات الشتات الدولي
