الصعود الهابط
دقت أجراس الحقيقة
وتفتحت أكمام الورد
براعم متوثبة
تراقص نسائم رطبة
مع ما تتملاه العين
من نشاط متجدد
ومن المشرق انبلجت الشمس
بيضاء ناصعة
ورفع العالم هامته
استيقظ للتو
حقولاً ووهادا
وآفاقاً متناوبة
على وقع جري الحياة
السائرة بجد نحو الأبدية
بلا رجعة ولا إياب
وهي تقرع أجراس
يقظتنا الفاعلة
وعلى وقع نبض المستقبل الهادر
و على عجل
ثمة باقة ورد سحقتها الأقدام
تراخى شذاها تحت وطأة
خطى الخضم الزاحفة
وأنشودة العصفور الحر تزقزق
مجلجلة في فضاء الصباح
وهي تنعم بطرب رحب
من الإنشاد المتباري
وأطفال العالم الثالث
يتلون من الطوى
وينفقون من الجوع أكثر وأكثر
و كل صباح
ينعي لأمسه
مزيداً من الصرعى
على وقع نحيب أمهاتهم
و الذي يصم الآذان
حتى لم نعد نعيرها أذناً صاغية
من أجل سلامة كلابهم
يصوغون للحقيقة المرة
كل جمعيات الرفق بالحيوان
سحقاً للإنسان
