الرئيسية » » رثاء وطن | كمال تاجا

رثاء وطن | كمال تاجا

Written By Unknown on الثلاثاء، 2 يونيو 2015 | 7:58 م

رثاء وطن 
 

للحديث تتمة
عن رثاء وطن غال
ينتظر عملية دفنه ~ في العراء العالمي
ويلقى حتفه
وفي وقفات خيام الشتات
وعلى  أطراف كل الحدود الدولية
وفي السباحة عكس التيار
و في صعود مد أعالي (جبال) البحار
وبالموت غرقاً
طلباً للجوء الإنساني
*
وهو الذي  فر هارباً من سطوة سياط ~ 
كبح الذات
وهو يمعن في أكل الفتات
ونبش التراب
بحثاً عن لقمة كفاف
ومن رغيف مقدد
 بالكاد يقيم أوده
فوق مأدبة  هذا العراء الدولي
*
و هم يمدون له مائدة  ظل
حمية متأخرة
عن السداد
*
  والضحايا الأبرياء
 تحمل على الكواهل والأكتاف
وفوق الأعناق
في مسيرة طويلة للحداد
 وفي امتداد قوافل التشييع
لجنازات مجازر جماعية
*
وطن مسجى
وبأبشع صورة غدر بأهله
وهو يقضي نحبه  غيلة
وعلى عيون الأشهاد
وعلى مرأى من الناس جميعاً
و يدفن متعفناً
في نعش الحضارة المدنية
و أمام حشود الرأي العام العالمي
*
وطن لم تنطق العدالة
من إدانته بأي ذنب ~~~ قتلت ثورته
إلا في إضاعة حقوقه
و بالتنكر لأصله وفصله 
وبقهر رغباته  
و ثمة من يسعى بدحر آماله الوطنية
 ومن فوق منصة قضاء
الحقوق المدنية
*
بعدما جرى ذبحه
وعلى شكل قهر مدني
و بمقت استبدادي~ تجاوز كل حدود التحمل
و بنشر براثن حرب أهلية
إلى ما لا نهاية له من تنكيل طائفي
وصراع أثني  

*
و الشعب جميعه مطأطئ الرأس
في مواكب الدفن
و هو يجهش بالبكاء الوطني
و ينكأ جروحه بالنحيب المر
وهو ينقلب رأساً على عقب
في مسيرة جنازات جماعية
*
و طن يحتضر
وهو يلقى حتفه تباعاً
و من على منابر الذود عن حمى
 تقطع أوصاله
وفي منتهى  التشنيع الطائفي
و حياته تمضي في مآتم تشييع ~
 ما بقي من سكانه
*
ويتردى من على شاهق
  همة وطنية عالية
وبوئام أهلي تجاوز حدود الفرقة الأهلية  
*
وطن طحنته المذابح الأثينية
وخرج عن الصواب
في خلافات عقائدية
وهي تقضي على أي صلح وشيك
أو لحمة ودية
*
وإلى حيث  فلذات أكباده
تدفن بين طيات قلبه علناً
ندوباً ساكتة عن الجراح 
وعلى مضض
و بعواطف متوعكة
تساعد على  فض لحمة أهلية
*
حتى سقط الوطن كجثة هامدة
و في أضرحة سخط نموذجية
تردم بأكف حسرات
تلطم حرقتها
و هي ترفع سبابات شواهد
حقد دفين
توخز بذكرياتها الأليمة
قلوب طيبة قدمت
تضحيات جسيمة
من تفتت مهج
أمهات كليمه
على فلذات أكبادها
*
بعد تقطعت أوصال كل السكان
بحثاً عن صلة مفقودة
أو وئام باق
و التي صارت كمواسم الحج
من طواف على (أضرحة )الأحداث
والنفس وما لا تقوى
تقوم بزيارة لف ودوران ~ 
وبلا حرج غضاضة 
وبغصة  قلب متصلة
لذكريات أليمة
*
وتقف كالحتف الظالم
الذي فت من عضده
في مقابر مفتوحة
على كل مجازر الدفن الجماعي
و المسجى فيها أبناء بررة
 الذين ضاعوا  وإلى الأبد
ومن صفوة السكان المسالمين
*
يا لهؤلاء الأحبة 
والذين كانوا ومن أجود  أنواع 
الفئات الشبابية
و اغتالتهم يد الغدر
وزجوا في معمعة هذا الهلاك الدائر
وفي طعن وغدر
هذا السفك الدموي
والذي طال
 كل الأطياف الطائفية
و من كل الفئات الشعبية التنافسية
على  وطن
انتهت مدة صلاحيته الوطنية

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.