الرئيسية » » تفاحة حواء من ثمرة الجنه | كمال تاجا

تفاحة حواء من ثمرة الجنه | كمال تاجا

Written By Unknown on الثلاثاء، 9 يونيو 2015 | 5:17 م

تفاحة حواء
من ثمر الجنة


ما معنى المكابدة في طلب  العيش  
وما جدوى الصراع على الحياة
إذا لم أشعر بالبرد وبالحر
بالجوع و بالعطش
بالألم وبالوجع
بالفرح وبالسرور
وفي أن أنعم بمنتهى السعادة والهناء

وفي أن أتلقى لسعات سوط العذاب الذابح
وفي أن أقاصي أصعب التحديات
وفي أن أكون طيباً عند اللزوم
وأحقر شب على الإطلاق
إذا ما دعا الواجب .. الحب ..النخوة
ولأن أرد الصاع صاعين ~ للعزول
في أحط نزال
للاستيلاء على قلب الأنثى .. الواقفة بانتظار

و في أن أقاصي من نار الغرام
وحرقة البعاد والصد والهجران
و من الهوى العنيف الزائر
ما يجرح شعوري
ويدعني وفي وضع مذري

و من الشوق العائد
ما يرتق قلبي
ولأن أرتمي تحت قدميها
وأواصل على طلب الغفران

وإذا ما جعت .. من نقص عتاد معنوي
أو عاطفة زاوية
أريد أن أقضم تفاحة هذا العالم كله
قضمه واحدة
من شفتيّ .. ها ..
كمضغة خالصة الاشتهاء

كما حدث مع أبونا آدم
والتي تناولها من يدها قبلنا
و على جري العادة والتي استمرت حتى الآن
و لملايين المرات
من الانصياع لأمرها

و في أن أتناول لقمة الزقوم
.. وما أطيبها ..
و أرفس جنات الخلد والنعيم
لأهوي معها إلى الدرك الأسفل للهاوية
للتمتع بقضاء عقوبة
سوء إدراك ~ فهم
عذوبة  تنفس الصعداء
للتمتع بنعيم هذه الحياة
فقط من أجلها

فالفردوس دونما عناء
من حب وكره وعدوان
دون وجع رأس .. من نق الأنثى
ليس جنة على الإطلاق

فالذي يحققه التضور من الشهوة
و إشباع النهم الجنسي
من الوصول إلى قمة اللذة
لا يستطيع قداس احتفالي في العالم كله
في أن يحققه
و لا طقس من طقوس العبادة على الإطلاق

ولولا الخطيئة الأولى
التفاحة العظيمة
والتي فتحت عيون الطلطميس أدم
على روعة وجمال حواء الأولى تلك
والتي حشدت وقتئذ من الحسن الرائع
والإثارة غير المسبوقة
و هي التي كانت تتمتع بها وقتئذ ~وحتى الآن
و بالإضافة لاستعمالها لكامل مساحيق
أسلحة فتنتها
وهي التي تركت عريها اللذيذ الدافئ
يتهادي كنصب تذكاري للغرام
تحت أنظاره و هو يزهو في جمال منقطع النظير
كفخ متقن بين تبادل النظرات
الممزوجة بهمسات الابتسامات
لاصطياد قلب آدم الطائر
وهي التي كانت تصوب نحوه
نظرات شوق متوقد
و تفننت بمد  يد سحر ألحاظها
بما يكفي لأن يسقط آدم تحت قدميها
و أن ينهار إعياء
و في أن يصبح بمنتهى الدعة
والاستسلام

ويهوى ..نفسه إليها
ينهد حيله إلى جانبها
مما يهدئ من روعة
وبأن يقضي أجمل أوقات حياته
في ممارسة طقوس غرام
غاية بالانسجام

ولأنه ما كان في داعي للأزياء والمنافسة
ولطلاء المساحيق
وما في بنات غيرها .. حتى تغار
لذلك  ظلت  حواء تتنقل عارية
وجاهزة لفعل الحب
وكما خلق الله المرأة
و لأن تكون السبب في ولادتنا جميعا
نحن البشر الخبثاء ..على الأرض طبعاً
ذلك لأنه ما من متسع في الجنة
لأخطائنا الشنيعة
حسب الميثولوجيا الدينية

فالنكاح حصل على الأرض
وبشكل قاطع وأكيد
و أدى إلى هذا الميلاد العظيم للإنسان
لأنه أتضح أن الذي يستحي من زوجته
لا تنجب له أولاد

هذا لأن الجنة شريفة جداً
وفيها ممارسة الجنس مع حور عين
جنس ثالث~ ألعاب ربووت
غير بشريين
مما يجعل وضع النكاح مختلفاً
أشبه ب .. ف - ح - لم .. سينما

وتفاحة نيوتن لا تسقط على الأرض مطلقاً
بل إلى حاسة الذوق مباشرة
تذوب .. دونما انعصار لعاب يذكر

لأنه ما من شيء يروي غليلنا الناري
إلا الغرام
فهو وحده الذي يسعد ويشقي
يحي القلب
و يميت النفس
ومن أجله نتحمل كل هذا الهوان .. العاطفي
و نتخلص من كل أحمال
هذا الوطء الانفعالي
ومن كلام السابقين الأولين
طبعاً نأخذ العبرة
عن سبب نزول أدم وحواء من الجنة
والتي اتفقت الروايات جميعها
على أن الخطيئة الأولى
هي التي طرحتنا أرضاً

إذن الدنيا هي دار الخطيئة
وفيها يجب أن تقترف كافة أنواع الذنوب
وأن نعاقر خمرة كل الملذات
وأن نفعل كل ما يحلو لنا
من أخطاء وسيئات
وموبقات

و لأنه بالجنة لا يوجد إطلاق نار أبداً
على متلصص
أو عاشق منافس يتنقل بالجوار

يتهادون حور العين
وكل اللذائذ اشتراكية
لأنهن كلهن متماثلات متطابقات
حتى .. لا تميز بينهن
.. و ما من سبب للغيرة يا أفندي ..

و ما في واحدة زنجيه نارية
ولا واحده بيضاء فاتنة
لأنه العملية أخيراً شيء يوجع القلب
يمل قلبه الواحد منا
من غرام .. خدني جئتك

بدنا دسكو صاخب نبحث عنه
لنجده تحت طأطيق الأرض
بدنا ناس متضايقين مثلنا
نتسامر معهم حتى مطلع الفجر
ونفت فتة شدة مع كاسه شاي بتحرق الصدر
لتهدئ من روع انفعالاتنا الثائرة
حتى لا نخانق دبان وجهنا
من السأم والعبث واللامبالاة

وكمان ما في سيران بالجنة
مثل عندنا ..على ضفة نهر بردى
وعلى كأس شاي من ماء نبع الفيجة
أعذب ينابيع الدنيا .. يا سلام
وعلى تبولة وسلطة وكبه نيه
و اللحمة الضأني على النار
رائحتها بتجنن وبتفتح الشهية
وبردى يقفز من تخته
من مجراه المائي إلى قلبك مباشرة
و تتقافز مياهه الباردة التي تلسعك لسعاً بالصيف
و الحصى  تشدك  ومن رجليك شد
وقلبك يقفز وينط
وعلى هوى عليل عم يصفق
يغسل السودا

اقتضى التنويه أن السودا الشامية
ذات طعم استثنائي
ليست مثل الصودا الأجنبية
التي يكسروا فيها كأس الخمر
ليخففوا من طعمه القابض
ونحن بالشام نسكها سك
رشفة جنونية
يقفز لها اللب
ودموعي عم تغلي وتفور
وأنا عم بتذكرك يا شام
وآه على شمة هواء من بلودان والزبداني
على نسمة عليلة من حديقة الغوطة
في الربيع
يلي كلها باقة أزهار
شيء بطير العقل
تعد بأشهى الثمار

سقى الله أيام زمان
كل حبة فاكهه لها طعمها المميز
ولا يوجد لها مثيل على هذه الأرض قاطبة

و شو بدك كمان جنة ..
كل واحد عايش لوحدة
ما في حياة اجتماعية
الواحد بطق روحه والله
يا ألهي روح قلبي الأخذ والعطا
ما في حفلات سمر
ما في صالات عرض
ما في دبكة و ضحك
ما في رقص شرقي
وبنت شابة بطير العقل عم تهز خصرها
وعقلك هز
ونحنا من دون رقص عم نفقش لحالنا
وعلى يا شادي الألحان آه واسقينا
وعلى موال يتبع موال شيء بيسطل سطل
ما في مآدب طعام عامرة
بكل الألوان والأصناف
شو بس أرائك ومخدات وبسط
و أثاث خيمة للتمدد
للاضطجاع على جنبك

وهناك الناس يتخاطرون فيما بينهم
يعرفون ما يدور بخلد بعضهم البعض
و قبل ما تحكي يعرف شو بدك تحكي و .. تلقش ..
يعني ما في طق حنك بالصف
ولي بموت طقيق

ما في صالونات مزدانة بالأثاث الفاخر
وغرف نوم فخمة مع حمامات ساونا
ولا ملاعب تنس ولا أحواض سباحة
و لا حشود جماهرية هائلة على حفلة غناء
.. ولا على ميكروفونات تصرع صرع
ولا على مباراة نهائية
في حشد تأييد فريق ضد آخر

و ما في بنات حواء بتمزع العقل
من هذا الشيء البلدي الذي بسطل سطل
و بتصير تلملم قلبك من تحت رجليهم
بعدما نزعوه من إبطك
ومزقوه شقف ونتف
وهن غير مباليات

و يجب أن تأخذوا علماً
لأنه من أجل النساء فقط لا غير
هبطنا إلى درك الأرض
و لا جناح علينا ولا هم يحزنون
حتى نصنع نعيمنا بأيدينا
بنينا مدناً ضخمة مكتظة بالسكان
فيها هذا المد الطويل والعريض
من إقامة مهرجانات الأفراح والنكاح
هذا لأن الأنثى على الأرض
تفض بكارتها
لمرة واحدة فقط
و بعدها تريك العجب
من هذه الألعاب الشهوانية المثيرة للشهية

وهناك دائما ما يضيف
في حشد الحضارة الزاهية التي بنيناها
ورفعنا البنيان
واخترعنا حياة لا تخطر على بال ابليس
تذكرت .. هذا الشيطان الذي كان صاحب والدنا آدم ..بالجنة
وهو الذي قدم نصيحة التفاحة لأمنا حواء
وعلى شكل همسة إغواء
والتي جابت هذه النتيجة التي هي
ما نحن عليه الأن
والغريب بالأمر أنه ما شكينا بأمره إلى الآن
هذا الملعون طبعاً
كان بينه وبين أمنا وسواس خناس
.. وهاتف محمول ..
دائما يطن بأذنها
و أيضاً هو الآخر تلقى عقاب النزول معنا
الله يصلحه أكلها مثلنا
و قسماً عظماً ..
أنه أذا ما دنت منك بنت شامية
 لتهمس  بأذنك
وقبل أن تفتح شفتيها القرمزيتين
ذات الابتسامة العذبة ..
بالانبهار الذي يحوطها
كإكليل من الزهو الرائع
وهج حرارتها عندما تدنو
تلفح قلوبنا بلظى النار
و الذي يريد أن يمد يده إلى النار
ب - يحرق قلبه
ولا نعرف البتة
كيف نحقق المحال
إلا ابتسامة رائعة
والله تصيبنا بالدوار

وهكذا أيها السادة
هكذا تستمر الحال على ما هي عليه
و لا ينتهي المشوار
في كل معايدة
معاودة تذكرك يا شام
--------------------
أريد أن ألفت الانتباه إلى الغربة ماذا تفعل بالقلب وبالهوى وبالغرام من خطب جلل ..
فتجيش على اثرها عواطفنا دو ن أن نقدر على كفكفة
دموعنا المسالة
.. فنتركها تنهمر و أن تقفز مدرار ..
والجنة هنا حسرة على فراقها فقط أرجوكم .
مما اضطرني على استعمال
اللهجة الشامية
من حرقة قلبي على فراقها


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.