الرئيسية » » الأشجار العرجاء | كمال تاجا

الأشجار العرجاء | كمال تاجا

Written By Unknown on الثلاثاء، 9 يونيو 2015 | 5:14 م

 الأشجارالعرجاء


الأشجارالعرجاء
والتي تقف دائماً في وجه ~
نوائب الدهر ثابتة
وعلى قدم وساق  واحدة   
لرص بنيان الأحراش
وهي تصارع أنواء الخلجان
وغزوات الأعاصير
وتأخذ على عاتقها تبدل الأجواء
و تتحمل وبواسع حلمها ~صدمة
 الأنفراج في الطقس
وركوع  فلول السكينة
تحت قدميها
*
بحيث لا  تسنح  لها الفرصة
في التنقل ولا بالرحيل ~ قيد أنملة
 ولا بالتزحزح أدنى خطوة من مكانها
*
ومع ذلك خطوتها المديدة
تجتاز الحقول 
وتعبر الفلاة
وتنفش ريش رأس الجبال
وتنتصب شامخة
على سرير النهر
متشحة  بظلال النضارة
مما يمكنها من التنقل في الوديان
لتجمع كل  تضاريس الأوطان
في تشابك فروعها المتماسكة  
*
وهي أيضاً..لا تستطيع التزحزح
قيد أنملة  عن موقفها
في وجه الريح
مها ضربتها الزوابع
وطأطأت رأسها الأعاصير
و لا يمكن أن تفرط بشبر
تبر من الحقل
*
ذلك لأنها تحتفظ  بين طيات جذوعها
 بتراث خالد ~ يعمر فروة رأسها
بسكينة الاطمئنان
ويعمل على  خلو اللب من الغل
تجعل الهواء الذي يدخل إليها
يبدأ بوصلات الارتجاف
ويرتعد بأوصال الفروع المصفقة
تقفز لها أجراس شدو الأوراق مجلجلة
وهي تترك بصيص أنوار كصليل نقود ذهبية
في عتمة الظل
لتبهر ناظرينا
*
وتتباهى  بامتشاق قد جذوعها عالياً
على أعمدة سمو الضوء
 وهو يعزف ألحان
 كبرياء الحفيف
الذي يراقص أوراقها
كيد حانية ممتنة
بالآف التلويحات
لنسكن إليها
*
وهي كما الملهوفة تستجيب
لكل نسمة ريح مبتسمة
مع هبات نشطة
لترقص كغانية تخلع ملامحها الظليلة
خميلة تلو خميلة 
على حلبة المراح
*
وتقف كالطود االشامخ
كقدم راسخة
الجذور العريقة بالأرض
و بأنفة كبرياء في العلياء
مما يفعم النفس
وبهبات نشطة
من الشروع بتصدع المهجة
التي تهفو إليها قلوبنا
وتستعيد نشاطها الودي ~لهفة تلو اللهفة
*
وتقف مواقف التصدي بأغصانها الممدودة
من الأمان المتشابك
لمرور جحافل  العصور
 وهي تواجه فيالق التاريخ
وتجابه جيوش الغزاة
بعصي فروعها اليابسة  
*
وهي التي يستجيب الدهر
لتلاوة أوراقها عدو السنين
تخربش أغصانها وجه أي تقصير   
 وتحفر أخاديد لمنبت غرغرة الدموع
التي تخضب النفس
في مداعبة
جداول النسائم الراكضة
بين فروعها
وعلى عجل

وهي التي تودعها العاصفة
مطرقة الرأس
و بهبات حفيف مجلجلة
ومن ثم تنهمك بمطارحتها لغرام
توضع هدوء  السكينة
في ألبابنا
*
وإن تنحت فقط ~لتعبر الزوابع
بين تخبط الأفنان
و تخلخع الفروع
*
هكذا الأوطان
هامة  أجل طويل  الأمد
تمتشق فصول الأبد
لتعبر الأحداث العظيمة ~ تحت خمائل ظلالها الوارفة
وتنهض مرفوعة الرأس
وتجتاز آفاق متزاحمة
من طلب المجد
*
وتشحن جذوة المرؤة بالرأس~
و تقوي  عزائمنا ~ بشدة البأس
كأنفة  شامخة بالكبرياء
وكقدم راسخة بالأرض
عزة وإباء


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.