(الصاحبة )
ينظر حسن شكري زغاري بغضب مصطنع الي زوجتي قائلا :- كيف رضيت بهذا المخلوق زوجا ؟!! كيف تطيقينه ؟ ياالهي؟!!! . تبتسم الزوجة مجيبة :- لايغرك الشكل .انه طيب . فنضحك ثلاثتنا فيكمل مزاحه :- انا علي يقين بانك في الجنة . ستدخليها بصبرك فارد : اذن سأدخلها معها ( فيرفع حاجبيه متعجبا ) ادخلها ان شاء الله بشكري لله علي النعمة . أليس الصابر والشاكر في الجنة يامعلم اللغة العربية؟ . يصفق بيديه : لااحد يستطيع اسكاتك . سنوات تمر ونحن في خندق واحد وفي قارب واحد نصارع الدنيا معا .يتساند كلانا علي الآخر في رحلة تربية العيال فتتحمل وهي راضية العبء الأكبر . أحيانا أذكرها بظروف خطبتي وماواكبها من أحداث ومؤامرات حين تتقدم امي بخطبتها لي فتمتنع امها عن ابداء الرأي ويسارع الخال في طلب تأجيل القبول انتظارا لعريس اكثر غني ووجاهة .يفكر ابن عمها بالتقدم فيقطع أبوها الكلام ويجهر بموافقته وسط نصائح الرفض والتمهل ومراجعة التفكير . يمهلها الاب للاستخارة معطيا اياها الحرية كاملة. فتوافق فتصدم الجميع أعماما وأخوالا فيهمهم البعض كيف يرمي ابنته لهذا الوحش وهذه العائلة التي تتناول المشاكل مع شاي الصباح . تتطوع بعض صاحباتها بابراز عيوبي وميولي العداونية وانني اتأبط الشر رفيقا ،وأن المتاعب تنبت في وقع نعالي . يتبرع المتبرعون بمحاولة إفساد أمري. عندما يشتد القصف تستنجد بأبيها ليرد مدافعا في جملة واحدة : -انه رجل يعرف كيف يأخذ حقه ،وأنا اعرفه وهذا يكفيني . تعلن الخطبة رسميا فأخبرها بأني لاأملك من حطام الدنيا الا كدي وتعبي ، وأن الفقر قرين لي منذ صغري احاول مفارقته بكل الجهد. نتعاهد علي الصبر والستر وأن مشاكلنا لاتخرج من غرفتنا أبدا . تتقاذفنا رياح الحل والترحال .تعصف بنا المشاكل والمصائب وتثور بنا المحن والفتن فنزداد اندماجا وانصهارا حتي تصبح وجوهنا وليست أرواحنا فقط - واحدة . كلما تضربني رياح الغدر فأتفتت ،تمد لي دثارا من الرضا والصبر فأسترد قوتي وكياني . خمسة وعشرون عاما تمر. صغار يولدون فيكبرون، وعندما أنظرها لا أصدق أن كل هذا الزمن قد مر ، وأتخيل أنني في عامي الأول من الزواج
ينظر حسن شكري زغاري بغضب مصطنع الي زوجتي قائلا :- كيف رضيت بهذا المخلوق زوجا ؟!! كيف تطيقينه ؟ ياالهي؟!!! . تبتسم الزوجة مجيبة :- لايغرك الشكل .انه طيب . فنضحك ثلاثتنا فيكمل مزاحه :- انا علي يقين بانك في الجنة . ستدخليها بصبرك فارد : اذن سأدخلها معها ( فيرفع حاجبيه متعجبا ) ادخلها ان شاء الله بشكري لله علي النعمة . أليس الصابر والشاكر في الجنة يامعلم اللغة العربية؟ . يصفق بيديه : لااحد يستطيع اسكاتك . سنوات تمر ونحن في خندق واحد وفي قارب واحد نصارع الدنيا معا .يتساند كلانا علي الآخر في رحلة تربية العيال فتتحمل وهي راضية العبء الأكبر . أحيانا أذكرها بظروف خطبتي وماواكبها من أحداث ومؤامرات حين تتقدم امي بخطبتها لي فتمتنع امها عن ابداء الرأي ويسارع الخال في طلب تأجيل القبول انتظارا لعريس اكثر غني ووجاهة .يفكر ابن عمها بالتقدم فيقطع أبوها الكلام ويجهر بموافقته وسط نصائح الرفض والتمهل ومراجعة التفكير . يمهلها الاب للاستخارة معطيا اياها الحرية كاملة. فتوافق فتصدم الجميع أعماما وأخوالا فيهمهم البعض كيف يرمي ابنته لهذا الوحش وهذه العائلة التي تتناول المشاكل مع شاي الصباح . تتطوع بعض صاحباتها بابراز عيوبي وميولي العداونية وانني اتأبط الشر رفيقا ،وأن المتاعب تنبت في وقع نعالي . يتبرع المتبرعون بمحاولة إفساد أمري. عندما يشتد القصف تستنجد بأبيها ليرد مدافعا في جملة واحدة : -انه رجل يعرف كيف يأخذ حقه ،وأنا اعرفه وهذا يكفيني . تعلن الخطبة رسميا فأخبرها بأني لاأملك من حطام الدنيا الا كدي وتعبي ، وأن الفقر قرين لي منذ صغري احاول مفارقته بكل الجهد. نتعاهد علي الصبر والستر وأن مشاكلنا لاتخرج من غرفتنا أبدا . تتقاذفنا رياح الحل والترحال .تعصف بنا المشاكل والمصائب وتثور بنا المحن والفتن فنزداد اندماجا وانصهارا حتي تصبح وجوهنا وليست أرواحنا فقط - واحدة . كلما تضربني رياح الغدر فأتفتت ،تمد لي دثارا من الرضا والصبر فأسترد قوتي وكياني . خمسة وعشرون عاما تمر. صغار يولدون فيكبرون، وعندما أنظرها لا أصدق أن كل هذا الزمن قد مر ، وأتخيل أنني في عامي الأول من الزواج