الرئيسية » » جماح بشري | كمال تاجا

جماح بشري | كمال تاجا

Written By Unknown on الأحد، 5 يوليو 2015 | 9:27 م

 جماح بشري


الواقع أليم
مكشراً عن أنياب وجسه
في  هجوم وجوم مباغت 
والحذر واجب
ونحن نخوض في غمار
هذا العيش المتفاقم
و نسير على خطى التعرض
لمجاعات قاتلة
وجوائح مهلكة
وسقطات مريرة

ونتحفز للانقضاض
و نقف على وشك
تلقي ضربات ساحقة
ونقعي تحت وطأة
اشتباكات عنيفة
لم تعد تخفي سطوتها
في ردود أفعالنا الشرسة
ولا بما نخلفه وراؤنا
من شناعات فظيعة
ونحن نشتبك كخصوم
وفي صراعات مشتده
ونتباهى باعتداءات بعضنا على بعض
ونجهزعلى الآخرين جميعاً ~
ونلقي بهم أرضاً
ونتناحر بخصومة بيننا لا تنتهي

وكلنا منهمكون بالصراع
وفي اقتراف ذنوب البغضاء
وكافة أنواع جنح الكراهية
وبارتكاب جرائم بغضاء ~
كل الأخطاء العفوية
هكذا جزافا
وفي عدم ضبط قيادنا
و نتباهى بخروج أوضاعنا عن السيطرة

ولا .. لم نعد  نبالي
بالكشف عن سوءات
سلوكنا المنحرف
الذي ماعدنا نخفيه
في ابتساماتنا الهازئة

ثمة مجال واسع للحركة
للالتفاف على المعايير الثابتة
في عدم ضبط قيادنا
لنخدع بعضنا بعضا
ونضل السعي

والشر سوط يلسعنا
يكلم نفوسنا
لنعدو على إيقاعه بمازوخية عنيفة

نتلظى  بإشعال نار الفرقة
و نتفنن بشق الصفوف
و بالاختلاف فيما بيننا
وبإذاقة العذاب بعضنا لبعض
وبالضرب المؤلم على قفا أوجاعنا
وبإشعال فتيل الفتنه
وفي تداول شهقات العنف واللعنة

بقدر ما نحب .. نكره
لا .. بل وأكثر

وبقدر ما نقسو ..
لا .. نرحم البتة لأبداً

آه .. للصفاء والنقاء
والعفو السمح الصريح
والإصغاء للنداءات الشجية
التي نتلقفها بعميق جوارحنا
ونمزجها  بجذوة  امتناننا
*
ولا.. لم نعد نعبأ
بالتضحية بالذات
ولا نأبه  لمد يد المساعدة للملهوف
لتنشله من ورطته
ولا نصغي  للنداءات  ~
من إنشاد الآمال العصية
.. التي لم يعد لها معنىً البتة
فضربات الغدر ساحقة
والنتائج  سقطات متلاحقة

لمن أؤرخ
للدمار والخراب
ونزيف الدماء
للروبوت الفاقد البسمة
والرعب تكشيرة
على ثغر المدى
وحتمية الصدمة .. الاحتدام
والتي تتهيأ للانقضاض
على ما يحتشد في آلة الحرب
من عتاد علني
وأسلحة سرية

ولكل ما يضمر كل منا في سره
من نوايا سيئة
و بارتكاب أفعال جنونية
و بما ملأ به سريرته
من خطط جهنمية
للإجهاز على الآخر

في انتظار الغد الكالح
والذي سيكون حتفنا جميعاً معاً
جزاء مااقترفت أيدينا
من دس سم قاتل
لحياتنا البريئة


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.