الدماء البشرية
الدماء البشرية
نازفة ومن القلب إلى ما لانهاية
من جروح خافية
وشرايين غير مرئية
وأوردة واهية
و في تدفق دماء إنسانية حامية
هدراً على طرقات الهوى ~ غير المطلوب
و من هدر دم ~ قتيل الغرام المتواري
في أعضاء تمنعنا
والكل يبتلع ريقه مما يخفي
في أساريره من جرح مفضوح
و ضربات قاضية
*
والقلوب الإنسانية محطمة
والمهج الحانية تتأبط شر ~ أحزانها
المثخنة بالجراح
ويعاني كل الموجودين
حول مأدبة العيش
من عضة جوع الانهماك
و بانقباض يد العسرة
ويتلوون من شدة ظمأ ~ نقص التروية
من الضنك
لانتهاك قوانا
ومن ازدياد الطلب
على الحاجيات المعنوية الاستهلاكية
وباستنفاذ قوانا
حتى آخر سد رمق
والبقية الباقية من أشباه البشر
ينخرطون في بعثرة الغفلة
عن بصيص أمالهم
وما من ضمير إنساني رادع
للتوقف هنيهة التقاط نفس
عن الطعن بالظهر
ومن يد الغدر المتواصل
إلى ما لانهاية له
من إيلام
ونتمادى في جرح شعور ~ إنساني متعاظم
لكل منا
و نتباهى بصرع الضد
وبالإجهاز على القرين
و بالمسارعة على الإثخان بالجراح
وعلى فقد الروع المعنوي
لنجبر أخوتنا على الخنوع
والركوع
وفي وضع الاستسلام
للقهر المعادي
*
وما من لهفة مسارعة لتنقذنا
من هلاك وشيك
وما من ضمادة تستطيع
أن ترتق جراح القلوب المضرجة
بدماء حميتنا النازفة
*
أم لا شيء يمكنه
من أن يوقف النزيف
من شدة سطوة الحيازة
التي تتملكنا
في سرقة حقوق غيرنا
وعند الاستيلاء على مكنون
وخصوصيات بعضنا بعضا
إلى ما لانهاية له
من سطو علني
وانتهاك ضمني
على حقوقنا الغيرية